مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٨٩
ألا وأنكم قد أمرتم بالظعن ودللتم على الزاد، وإن أخوف ما (أخاف) (1) عليكم اتباع الهوى وطول الأمل، فتزودوا في الدنيا من الدنيا ما تحرزون به أنفسكم غدا (2).
ومن خطبة له (عليه السلام) في استنفار الناس إلى أهل الشام وقد تثاقلوا:
أف لكم! لقد سئمت عتابكم. أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضا، وبالذل من العز خلفا! إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الموت في غمرة، ومن الذهول في سكرة.
يرتج عليكم حواري فتعمهون، فكأن قلوبكم مألوسة فأنتم لا تعقلون.
ما أنتم لي بثقة سجيس الليالي، وما أنتم (لي) (3) ركن يمال بكم، ولا زوافر عز يفتقر إليكم، ما أنتم إلا كإبل (4) ضل رعاتها، فكلما جمعت من جانب انتشرت من آخر (5). لبئس (العمل والعمر) (6) والله سعر نار الحرب أنتم!

١ - في نسخة (ع): به، وما أثبتناه من المصدر ونسخة (م).
٢ - شرح نهج البلاغة ٢: ٩١ / 28، وكذا البيان والتبيين 2: 35، مروج الذهب 2: 420 و 424.
3 - ليس في (م).
4 - في نسخة (ع): كالإبل، وما أثبتناه من المصدر.
5 - في نسخة (ع): جانب، وما أثبتناه من المصدر.
6 - في المصدر: لعمر.
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»