مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٩٧
الكلام أكثر من الألف، ويتعذر النطق بدونها.
فقال لهم في الحال هذه الخطبة من غير سابق فكرة، ولا تقدم روية، وسردها وليس فيها ألف: (وهي هذه) (1): حمدت من عظمت منته، وسبغت نعمته، وتمت كلمته، ونفذت مشيئته، وبلغت حجته، وعدلت قضيته وسبقت غضبه رحمته، حمدته حمد مقر بربوبيته، متخضع لعبوديته، متضل (2) من خطيئته، معترف بتوحيده، مستعيذ من وعيده، مؤمل من ربه مغفرة تنجيه، يوم يشغل كل عن فصيلته وبنيه.
ونستعينه ونسترشده، ونؤمن به ونتوكل عليه، وشهدت له شهود عبد (3) موقن، وفردته تفريد مؤمن متقن، ووحدته توحيد عبد مذعن، ليس له شريك في ملكه، ولم يكن له ولي في صنعه (4)، جل عن مشير ووزير، عون ومعين ونظير. علم فستر، وبطن فخبر، وملك فقهر، وعصى فغفر، وعبد فشكر، وحكم فعدل، وتكرم وتفضل لن يزول ولم يزل، ليس كمثله شئ، وهو قبل كل شئ وبعد كل شئ، رب متفرد بعزته، متمكن بقوته، متقدس بعلوه، متكبر بسموه، ليس يدركه بصر، ولم يحيط به نظر، قوي منيع، بصير سميع، رؤوف رحيم.
عجز عن وصفه من وصفه، وضل عن نعته من عرفه، قرب فبعد، وبعد

1 - ليس في (م).
2 - في نسخة (م): منتصل، وفي المصدر: متنصل.
3 - في نسخة (م) زيادة: مخلص.
4 - في نسخة (ع): صنيعه.
(٢٩٧)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»