مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٥٧
وعمل لآخرته وأعرض عن زهرة الدنيا (1).
وقال (عليه السلام): كأن قد زالت (عنكم الدنيا كما زالت) (2) عمن كان قبلكم فأكثروا عباد الله اجتهادكم فيها بالتزود من يومها القصير ليوم الآخرة الطويل فإنها دار العمل والآخرة دار القرار والجزاء فتجافوا عنها، فإن المغتر من اغتر بها، لن تعدوا الدنيا إذا تناهت إليها، أمنية أهل الرغبة فيها المطمئنين إليها المغترين بها أن تكون كما قال الله تعالى: * (كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض) * (3) مما يأكل الناس والأنعام إلا أنه لم يصب امرؤ منكم في هذه الدنيا حبره (4) إلا أعقبته عبرة ولا يصبح امرؤ في الحياة إلا وهو خائف منها أن تؤول جائحة أو تغير نعمة أو زوال عافية، والموت من وراء ذلكم وهول المطلع والوقوف بين يدي الحكم العدل، ليجزي كل نفس بما كسبت ويجزي الذين أساؤا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى (5).
وقال (عليه السلام): ما لكم والدنيا، فمتاعها إلى انقطاع وفخرها إلى وبال وزينتها إلى زوال ونعيمها إلى بؤس وصحتها إلى سقم أو هرم ومال ما فيها إلى نفاد وشيك

١ - نثر الدر للآبي ١: ٣١٦.
٢ - أثبتناه من نسخة (م).
٣ - يونس ١٠: ٢٤.
٤ - في نسخة (م): خيرة.
٥ - شرح نهج البلاغة: ٧: ٢٢٦ / 110.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»