مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٥٣
وذي أبهة قد صيرته حقيرا وذي نخوة قد صيرته خائفا فقيرا وذي تاج قد أكبته لليدين والفم، سلطانها دول وعيشها رنق وعذبها أجاج وحلوها صبر وغذائها سمام وأسبابها رمام، حيها بعرض موت وصحيحها بعرض سقم ومنيعها بعرض اهتضام، عزيزها مغلوب وملكها مسلوب وضيفها مثلوب وجارها محروب، ثم (من) (1) وراء ذلك هول المطلع وسكرات الموت والوقوف بين يدي الحكم العدل ليجزي الذي أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، ألستم في منازل من كان أطول منكم أعمارا وآثارا وأعد منكم عديدا وأكثف جنودا وأشد منكم عتودا؟
تعبدوا للدنيا أي تبعد وآثروها أي إيثار ثم ضعنوا عنها بالصغار، فهل بلغكم أن الدنيا سخت لهم بفدية أو أغنت عنهم فيما قد أهلكهم من خطب؟ بل قد أوهنتهم بالقوارع وضعضعتهم بالنوائب وعفرتهم للمناخر وأعانت عليهم ريب المنون، فقد رأيتم تنكرها لمن دان بها وأجد إليها، ضعنوا عنها الفراق أمد إلى آخر المسند! (2) هل أحلتهم إلا الضنك أو زودتهم إلا التعب أو نورت لهم إلا الظلمة أو أعقبتهم إلا النار!
أفهذه تؤثرون أم على هذه تحرصون أم إلى هذه تطمئنون! (3) يقول الله جل من قائل: * (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار

1 - ليس في (م).
2 - في المصادر: حين ضعنوا عنها لفراق الأبد إلى آخر المسند.
3 - في المصادر: حين ضعنوا عنها لفراق الأبد إلى آخر المسند.
(٢٥٣)
مفاتيح البحث: الموت (1)، الصبر (1)، الوقوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»