مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٣٠
عمرو بن العاص من خديعة أبي موسى).
قالوا: فإنا نقمنا عليك انك حكمت حكما في حق هو لك.
فقال (عليه السلام): (إن رسول الله حكم فيهم سعد بن معاذ في بني قريظة ولو شاء لم يفعل فحكم فيهم سعد بما علمتم وإنما أقمت حكما كما أقام رسول الله (ص) فهل عندكم شئ غير هذا تحتجون به علي).
فسكت القوم ثم صاح جماعة منهم من كل ناحية: التوبة التوبة يا أمير المؤمنين، واستأمن منهم ثمانية آلاف وبقي على حربه أربعة آلاف، فأقبل علي (عليه السلام) على هؤلاء الذين استأمنوا إليه وقال: (اعتزلوا في وقتكم هذا عني وذروني والقوم) فاعتزل أولئك عنه وتقدم علي (عليه السلام) في أصحابه حتى دنا منهم وتقدم عبد الله بن وهب وتقدم ذو الثدية حرقوص وصاح بصوته وقال: ما نريد بقتالنا إياك إلا وجه الله والدار الآخرة.
فقال علي (عليه السلام): * (هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) * (1) ثم التحم القتال بين الفريقين (2) إلى أن اشتد الضرب بينهم فوق الأعناق وامتد اعمال الصعدات الدقاق والمرهفات الرقاق وحامت نفوس المارقين على الحمام.
فشربت منه بالكأس الدهاق * وشامت الأبطال برق الوغى

١ - الكهف ١٨: ١٠٢ - ١٠٣.
٢ - الفتوح لابن أعثم ٢: ٢٤٨ - ٢٧١، الأخبار الطوال: ٢٠٤، تاريخ اليعقوبي ٢: ١٩٢ - ١٩٣، مصنف عبد الرزاق ١٠: ١٥٧ / ١٨٦٧٨، المسترشد ٣٨٩: ١٣١، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق ٣: ١٥٠ / ١١٩٣، تلبيس إبليس: ٩٠ - ٩٣، شرح نهج البلاغة ٢: ٢٧٤، تاريخ الإسلام ٣: ٦٠٥.
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»