عمرو بن العاص من خديعة أبي موسى).
قالوا: فإنا نقمنا عليك انك حكمت حكما في حق هو لك.
فقال (عليه السلام): (إن رسول الله حكم فيهم سعد بن معاذ في بني قريظة ولو شاء لم يفعل فحكم فيهم سعد بما علمتم وإنما أقمت حكما كما أقام رسول الله (ص) فهل عندكم شئ غير هذا تحتجون به علي).
فسكت القوم ثم صاح جماعة منهم من كل ناحية: التوبة التوبة يا أمير المؤمنين، واستأمن منهم ثمانية آلاف وبقي على حربه أربعة آلاف، فأقبل علي (عليه السلام) على هؤلاء الذين استأمنوا إليه وقال: (اعتزلوا في وقتكم هذا عني وذروني والقوم) فاعتزل أولئك عنه وتقدم علي (عليه السلام) في أصحابه حتى دنا منهم وتقدم عبد الله بن وهب وتقدم ذو الثدية حرقوص وصاح بصوته وقال: ما نريد بقتالنا إياك إلا وجه الله والدار الآخرة.
فقال علي (عليه السلام): * (هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) * (1) ثم التحم القتال بين الفريقين (2) إلى أن اشتد الضرب بينهم فوق الأعناق وامتد اعمال الصعدات الدقاق والمرهفات الرقاق وحامت نفوس المارقين على الحمام.
فشربت منه بالكأس الدهاق * وشامت الأبطال برق الوغى