مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٢٨
فقال علي (عليه السلام): (حتى تنقضي المدة التي بيننا وبينهم).
قال ابن الكوا: وأنت مجمع على ذلك؟
قال (عليه السلام): (نعم، ولا يسعني غيره).
فعند ذلك ضرب ابن الكوا بطن فرسه وصار إلى علي (عليه السلام) هو والعشرة الذين معه، ورجعوا عن دين الخوارج وانصرفوا مع علي (عليه السلام) إلى الكوفة وتفرق الباقون وهم يقولون: لا حكم إلا لله. ثم إنهم أمروا عليهم عبد الله بن وهب الراسبي وحرقوص بن زهير البجلي المعروف بذي الثدية فقصدوا وعسكروا بالنهروان فخرج علي (عليه السلام) وسار بأصحابه حتى نزل على فرسخين من النهروان ثم راسلهم وكاتبهم فلم يرتدعوا فاركب إليهم ابن عباس وقال: (سلهم [ما الذي نقموا وأنا أردفك فلا تخف منهم).
فلما جاءهم ابن عباس (رضي الله عنه) وقال لهم] (1) ما الذي نقمتم من أمير المؤمنين؟
فقالوا: نقمنا عليه أشياء لو كان حاضرا لكفرناه بها. وعلي وراءه يسمع ذلك.
فقال له ابن عباس: يا أمير المؤمنين إنك قد سمعت كلامهم وأنت أحق بالجواب، فتقدم علي (عليه السلام) حتى واجه القوم وقال (عليه السلام): (أيها الناس أنا علي بن أبي طالب فتكلموا بما نقمتم به علي).
فقالوا: إن أول ما نقمنا عليك إنا قاتلنا بين يديك بالبصرة فلما أظفرك الله بهم أبحتنا ما كان في عسكرهم ومنعتنا النساء والذرية فكيف تستحل ما كان في العسكر ولا تستحل النساء والذرية؟
فقال لهم (عليه السلام): (يا هؤلاء إن أهل البصرة قاتلونا وبدأونا بالقتال فلما ظفرتم اقتسمتم سلب من قاتلكم، ومنعتكم من النساء والذرية فان النساء لم يقاتلن والذرية ولدوا على الفطرة ولم ينكثوا ولا ذنب لهم، وقد رأيت رسول الله (ص) من على المشركين فلا تعجبوا أن مننت على المسلمين فلم أسب نساءهم ولا

1 - أثبتناه من نسخة (م).
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»