مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٢٩
ذريتهم).
وقالوا: ونقمنا عليك يوم صفين وقت الكتاب إنك قلت لكاتبك: اكتب هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان فأبى معاوية أن يقبل إنك أمير المؤمنين (فمحوت اسمك من إمرت المؤمنين) (1) وقلت للكاتب: اكتب هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان. فإن لم تكن أمير المؤمنين فنحن المؤمنون فلست أميرنا.
فقال: (يا هؤلاء أنا كنت كاتب رسول الله (ص) يوم الحديبية فقال لي النبي (ص): (اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو).
فقال سهيل: لو علمنا إنك رسول الله لما صددناك ولا قاتلناك.
فأمرني رسول الله (ص) فمحوت اسمه من الكتاب وكتب هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله وإنما محوت اسمي من إمرة المؤمنين كما محا رسول الله (ص) اسمه من الرسالة وكانت لي به أسوة).
قالوا: فإنا نقمنا عليك انك قلت للحكمين: انظرا في كتاب الله فإن كنت أفضل من معاوية فأثبتاني في الخلافة وإن كان معاوية أفضل مني فأثبتاه في الخلافة فإن كنت شاكا في نفسك أنك أفضل من معاوية فنحن فيك أعظم شكا.
فقال لهم علي (عليه السلام): (إنما أردت بذلك النصفة لمعاوية لأني لو قلت للحكمين احكما لي وذرا معاوية كان لا يرضى بذلك والنبي (ص) لو قال لنصارى نجران لما قدموا عليه: تعالوا حتى نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم، كانوا لا يرضون بذلك ولكنه أنصفهم من نفسه فقال كما أمره الله تعالى به * (ندع أبنائنا وأبناءكم ونسائنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) * (2) فانصفهم من نفسه، فكذا أنصفت من نفسي ولم أعلم بما أراد

١ - أثبتناه من نسخة (م).
٢ - آل عمران ٣: 61.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»