مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢١٧
أصحابه غير عشرة (1).
هم حجة واضحة تشهد بشجاعته وتسجل بشهامته وإذا تأمل الناظر البصير ونظر المتأمل الخبير فيما صدر من علي (عليه السلام) من أقواله وأفعاله علم علما لا يرتاب فيه أنه (عليه السلام) يخوض لجج الحروب وينغمس في غمرات الموت ويصادم ظباء الصوارم ويغمد مصلت سيفه في لباب الكماة ونحور الأبطال ولا يحمل لذلك عبئا ولا يبالي به.
ولما انقضت وقعة الجمل وندمت عائشة على ما كان ورحلت إلى المدينة وسكنت النائرة ورحل علي (عليه السلام) إلى الكوفة، قام إليه أبو بردة بن عوف الأزدي فقال: يا أمير المؤمنين أرأيت القتلى الذين قتلوا حول الجمل بماذا قتلوا؟
فقال علي (عليه السلام): (قتلوا بما قتلوا من شيعتي وعمالي بلا ذنب كان منهم إليهم ثم صرت إليهم وأمرتهم أن يدفعوا لي قتلة أصحابي فأبوا علي وقاتلوني وفي أعناقهم بيعتي ودماء قريب من ألف رجل من أصحابي من المسلمين أفي شك (أنت من ذلك) (2) يا أخا الأزد؟).
فقال: الآن استبان لي خطأهم وإنك أنت المحق المصيب.
ومنها: حرب صفين المشتملة على وقائع يضطرب لها فؤاد الجليد ويشيب لهولها فؤاد الوليد ويجب منها قلب البطل الصنديد ويذهب بها عناد المريد وتمرد العنيد فإنها أسفرت عن نفوس اساد مختطفة بالصوارم ورؤوس أجلاد مقتطفة باللهاذم وأرواح أكفاء مرهقة بالملاحم وأشباح أشلاء ممزقة بالتصادم وألوف من الباسطين مكلومة الجوارح مذمومة العزائم وأنوف من القاسطين مرغمة الموازن

1 - انظر: فتوح ابن أعثم 2: 471 - 495.
2 - أثبتناه من نسخة (م).
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»