مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٣٩
الذي هم فيه - فقال الحسين (عليه السلام): (سبع عشرة يا أمير المؤمنين).
فضرب بيده إلى لحيته - وهي يومئذ بيضاء - فقال: (الله أكبر، والله ليخضبنها بدمها إذ انبعث أشقاها) ثم جعل يقول:
أريد حياته ويريد قتلي * خليلي من عذيري من مرادي و عبد الرحمن بن ملجم المرادي يسمع، فوقع في قلبه من ذلك شئ فجاء حتى وقف بين يدي علي (عليه السلام) وقال: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين هذه يميني وشمالي بين يديك فاقطعهما أو اقتلني.
فقال علي (عليه السلام): (وكيف أقتلك ولا ذنب لك إلي!! ولو أعلم أنك قاتلي لم أقتلك، ولكن هل كانت لك حاضنة يهودية قالت لك يوما من الأيام: يا شقيق عاقر ناقة صالح؟).
قال: قد كان ذلك يا أمير المؤمنين.
فسكت (عليه السلام) وركب، فلما كانت ليلة ثلاث وعشرين من الشهر قام ليخرج من داره إلى المسجد لصلاة الصبح وقال: (إن قلبي ليشهد أني لمقتول في هذا الشهر) وفتح الباب فتعلق الباب بمئزره، فجعل ينشد:
اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيك * ولا تجزع من الموت إذا حل بواديك فخرج وقتل (1)، وسيأتي شرح ذلك وبيان تمامه في الفصل الموضوع له إن شاء الله تعالى، وهذه من جملة الكرامات المضافة إليه ولم أصرف الهمة على تتبع ما نسب إليه من كراماته وما أكرمه الله تعالى به من خوارق عاداته لكثرة غيرها من مزاياه وتعدد مناقب مقاماته.

١ - الفتوح لابن أعثم ٣: ٢٧٧ - ٢٧٨، الكامل في التاريخ ٣: ٣٨٨ - ٣٨٩، مناقب ابن شهرآشوب ٣: ٣٥٥ - ٣٥٦، الفضائل لابن شاذان: 104.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»