مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٢٣
فكان بسر بن أرطأة يضحك من عمرو فصار عمرو يضحك منه، وتحامى أهل الشام عليا وخافوه خوفا شديدا، وكان لعثمان مولى يقال له أحمر فخرج ووقف يطلب البراز فخرج إليه مولى لعلي (عليه السلام) يقال له كيسان فحمل عليه مولى عثمان فطعنه فقتله فقال علي (عليه السلام): (قتلني الله إن لم أقتلك) ثم حمل علي عليه فاستقبله بالسيف وهو لا يعرفه فضربه فاتقاه بجحفته ثم مد علي (عليه السلام) يده إليه فقبض على ثوبه ثم رفعه عن فرسه وضرب به الأرض فكسر منكبه وأضلاعه ثم رجع، وكان لمعاوية عبد يقال له حريث وكان فارسا بطلا فحذره معاوية من التعرض لعلي، فلما خرج حريث إلى الحرب تنكر له علي (عليه السلام) وخرج إليه.
وقال عمرو بن العاص لحريث: لا يفوتك هذا الفارس، وقد عرف عمرو أنه علي فحمل حريث على علي (عليه السلام) فداخله علي فضربه ضربة أطار بها قحف رأسه فسقط حريث قتيلا، وعلم معاوية بذلك فاغتم على حريث غما شديدا ثم قال لعمرو: أنت قتلت حريثا فإنك غررته (1).
ومنها في بعض مصافاتها: خرج العباس بن ربيعة بن الحارث فابلى وخرج إليه من أصحاب معاوية فارس معروف يقال له غرار بن أدهم فقال: يا عباس هل لك في المبارزة.
فقال له العباس: هل لك في النزول فإنه أيسر من القفول.
فقال: نعم. فرمى بنفسه عن فرسه وسلم فرسه إلى غلام له فأخذه ورمى غرار ابن أدهم بنفسه عن فرسه ثم تلاقيا وكف أهل الجيشين أعنة خيولهم ينظرون إلى الرجلين ثم تضاربا بسيفيهما فما قدر أحدهما على صاحبه لكمال لامته - وعلي (عليه السلام) يراهما - ونظر العباس إلى وهن في درع الشامي فضربه العباس على

١ - انظر: وقعة صفين ٤٦٠ - ٤٦٢، تاريخ الطبري ٥: ١٩، الاستيعاب ١: ١٦١، الاخبار الطوال: ١٧٦، شرح نهج البلاغة ٦: ٣١٦ و 8: 95 - 97، تاريخ ابن كثير 4: 30.
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»