ابن أبي طالب زهوه [أبدا] (1).
فقال لك النبي (ص): (مهلا يا زبير فليس به زهو، ولتخرجن عليه يوما وأنت ظالم له)).
فقال الزبير: اللهم بلى ولكن أنسيت، فأما أن ذكرتني ذلك لأنصرفن عنك، ولو ذكرت هذا لما خرجت عليك.
ثم رجع الزبير إلى عائشة فقالت: ما وراءك يا أبا عبد الله؟
فقال الزبير: والله ورائي انني ما وقفت موقفا قط ولا شهدت مشهدا في شرك ولا إسلام إلا ولي فيه بصيرة وإني اليوم لعلى شك من أمري وما أكاد أبصر موضع قدمي، ثم شق الصفوف وخرج من بينهم فنزل على قوم من بني تميم فقام إليه عمر بن جرموز المجاشعي وضيفه فلما نام قام إليه فقتله (2) فنفدت دعوة علي فيه في عاجلته.
وأما طلحة فجاءه سهم وهو قائم للقتال من مروان فقتله ثم التحم القتال واتصلت الحرب وكثر القتل والجرح ثم تقدم رجل من أصحاب الجمل يقال له عبد الله فجعل يجول بين الصفوف وهو يقول أين أبو الحسن ويرتجز فخرج إليه علي (عليه السلام) (وشد عليه بالسيف) (3) وضربه ضربة أسقط بها عاتقه فسقط قتيلا فوقف عليه علي (عليه السلام) وقال: (قد رأيت أبا الحسن فكيف وجدته) ثم لم يزل