مهشومة بأيدي بني هاشم قد سقت برادها عطاش الوهاد مياه الطلا وشقت بمداها أكنة الأكباد والكلأ وقرت بقتلاها كواسر الجو وكواسب الفلا وأقرت لمولاها على أن سهم بأسه في مواقفها قد علا فأحرز فصل العلا وانه اقتحم لججها وقصم ثبجها وقوم عوجها واضرم بشبا مرهفة نارها وأججها وحكم في عصابة القاسطين بسيفه فأزهق مهجها وانتقم ببأسه فلم يحم أن انتزع أرواحها فأخرجها فصار شجعانها تتحاماه إذا بدر وفرسانها تخشاه إذا زأر موقنة أنه (عليه السلام) ما ضرب إلا بتر ولا اقترب إلا بتر (1) ولا رقب إلا بقر ولا حرب إلا نحر ولا ثرب إلا ثبر (2) ولا صافح زج رمحه مهجة إلا فارقت جسدها ولا كافح كتيبة إلا افترس ثعلبة أسدها، وهذا حكم اتصف به بطريق الإجمال وثبت له بعموم الاستدلال ولابد من التنصيص على بعض مواقفه في القتال والتخصيص بذكر بعض وقائعه في النزال إذا سمعت نزال فبذلك يصير الاجمال تفصيلا فيأمن من تطرق الاشكال وينقلب دليلا سالما عن خلل الاعتراض والسؤال ولكثرة مواقفه يقع الاقتصار على يسيرها وكأي من حادثة يستغنى في ثبوتها عن طويلها بقصيرها.
فمنها: إن في بعض وقائع صفين، وقد تحركت الخيل للنزال والرجال للقتال خرج من عسكر معاوية فارس مشهود له في أهل الشام يقال له المحزاق بن عبد الرحمن فوقف بين الصفين وسأل المبارزة فخرج إليه من أهل العراق إنسان يقال له المؤمل بن عبيد المرادي فتضاربا بأسيافهما فقتله الشامي ونزل فحز رأسه وحك وجهه بالأرض وكب الرأس على وجهه، فخرج إليه فتى من الأزد يقال له