ونقل أيضا البخاري والنسائي ووافقهما مسلم وأبو داود وكل منهم في مسنده الصحيح يرفعه إلى سويد بن عقله بسنده قال: قال علي (عليه السلام): (إذا حدثتكم عن رسول الله (ص) حديثا فوالله لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه)، وفي رواية: من أن أقول عليه ما لم يقل، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فان الحرب خدعة وأني سمعت رسول الله (ص) يقول: (سيخرج قوم في آخر الزمان حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يقرأون القرآن لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة) (1).
فهذه الأحاديث الصحيحة والأخبار الصريحة شاهدة لعلي (عليه السلام) على لسان رسول الله (ص) بأنه بمقاتلة هؤلاء أولى بالله تعالى منهم وأن له طوبى وهو المحل الرفيع في الجنة، وأن في قتلهم أجرا عند الله يوم القيامة وأن لمقاتليهم عند الله ما قضى لهم على لسان نبيهم ما لو علموا به لنكلوا عن العمل استغناء بمقاتلتهم عن بقية الطاعات، وفي هذا دليل واضح لعلي (عليه السلام) بكمال فضيلته واجلال منزلته