مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١٤٧
ورجحان أجره ومثوبته وزيادة تقربه إلى الله تعالى بطاعته وأنه بقتاله إياهم ليرجعوا عن ضلالتهم ويذعنوا للحق الذي أوجبه الله تعالى عليهم من انقيادهم إلى طاعة الله تعالى مقتديا برسول الله (ص) في قيامه بمقاتلة المشركين الجاحدين ليرجعوا عن شركهم وينقادوا لما أوجبه الله تعالى عليهم من إجابة رسوله إلى الدخول في الإسلام والإذعان بالإيمان وناهيك بها فضيلة ومنقبة أثيلة ومزية في الأولى والآخرة عريضة طويلة، فقد صدرت هذا الفصل المقعود لبيان فضله الموفور وعلمه المشهور من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بما فيه شفاء لما في الصدور، ووفاء بالمستطاع المقدور، واهتداء بخروج القلوب الضالة من الظلمات إلى النور، واقتصرت عليها لكونها واضحة جددا راجحة صحة ومعتقدا، وقد جعلت المعقبات الإلهية من بين يديها ومن خلفها لحفظها رصدا ولم أتجاوزها إلى (إيراد) (1) أخبار كثيرة عددا واهية سندا ومستندا، غير أني قد أردفتها من المعقول بمعان مستغربة الإشارات مستعذبة العبارات مهذبة الكلمات مركبة المقدمات معسولة الحلبات موصولة العذبات، تمنح سامعيها طربا لحسن ترتيبها، وتوضح لمن يعيها عجبا من تهذيب تقريبها.
فأقول: قد قضت العقول في أساليب سدادها وأنفذت حكم قضائها في طرق اجتهادها بأن النفس البشرية في اعتياد مجراها وجاري اعتيادها لا تحصل من أنواع العلوم (والمراتب) (2) والفضائل على مرامها ومرادها إلا عند امدادها من الأقدار الربانية بشروطها (وموادها) (2)، فإذا فتحت لها أبواب المواد ومنحت

1 - ليس في (م).
2، 2 - ليس في (م).
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»