محيط) فأرسل الملك إليه بالانكار. فقال شعيب: إني منهي في كتاب الله تعالى والوحي الذي أوحى الله إلى به: ان الملك إذا كان بمنزلتك التي نزلتها ينزل الله بساحته نقمته، فلما سمع الملك ذلك أخرجه من القرية، فأرسل الله إليه سحابه فأظلتهم، فأرسل عليهم في بيوتهم السموم وفي طريقهم الشمس الحارة وفي القرية، فجعلوا يخرجون من بيوتهم وينظرون إلى السحابة التي قد أظلتهم من أسفلها، فانطلقوا سريعا كلهم إلى أهل بيت كانوا يوفون المكيال والميزان ولا يبخسون الناس أشياءهم فنصحهم الله وأخرجهم من بين العصاة، ثم ارسل على أهل القرية من تلك السحابة عذابا ونارا فأهلكتهم، وعاش شعيب صلوات الله عليه مائتين واثنين وأربعين سنه (1).
فصل - 4 - 159 - وعن ابن بابويه حدثنا أبو عبد الله محمد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البرواذي حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الحارث بن سفيان الحافظ السمرقندي حدثنا صالح بن سعيد الترمذي عن عبد المنعم بن إدريس عن أبيه (2) عن وهب بن منبه اليماني، قال: ان شعيبا وأيوب صلوات الله عليهما وبلعم بن باعورا كانوا من ولد رهط آمنوا لإبراهيم يوم أحرق فنجا، وهاجروا معه إلى الشام، فزوجه بنات لوط، فكل نبي كان قبل بني إسرائيل وبعد إبراهيم صلوات الله من نسل أولئك الرهط، فبعث الله شعيبا إلى أهل مدين، ولم يكونوا فصيله شعيب ولا قبيلته التي كان منها، ولكنهم كانوا أمة من الأمم بعث إليهم شعيب صلوات الله عليه.
وكان عليهم ملك جبار، لا يطيقه أحد من ملوك عصره، وكانوا ينقصون المكيال و الميزان، ويبخسوا الناس أشياءهم، مع كفرهم بالله وتكذيبهم لنبيه وعتوهم، وكانوا يستوفون إذا اكتالوا لأنفسهم أو وزنوا لها، فكانوا في سعه من العيش، فأمرهم الملك باحتكار الطعام ونقص مكائيلهم وموازينهم، ووعظهم شعيب فأرسل إليه الملك ما تقول فيما صنعت أراض أم أنت ساخط؟ فقال شعيب: أوحى الله تعالى إلي أن الملك إذا صنع مثل