المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٢١٩
بكل قرن مستميت شارى (1) * مطاعن برمحه كرار ضراب هامات العدى مغوار وأقحم الأشتر في الفرات خيله ووقف على الشط وهو يقول للرجالة:
املأوا القرب فملأوها فانصرفوا وهو واقف مكانه وهو يقول:
لا تدركوا (2) ما قد مضى وفاتا * الله ربي يبعث الأمواتا من بعد ما صاروا كذي رفاتا * لأوردن خيلي الفراتا شعث النواصي أو يقال ماتا (3) قال رضي الله عنه: يقال نسفت الريح التراب والله ينسف الجبال، والإبل تنسف الكلأ بمقاديم أفواهها: تقلعه، ونسفوا البناء: قلعوه من أصله، ونسفت قوائم الفرس من هذا.
ووجه أبو الأعور إلى معاوية رسولا بخبر الماء واستمده، فعظم على معاوية ذاك وقال لعمرو بن العاص: سر إلى أبي الأعور مددا، قال عمرو:
وما ينفع مددي وقد أخذوا الماء، وإنما أنفذه معاوية لدهائه وخدعه، فألح عليه حتى خرج عمرو إلى أبي الأعور ومعه ثلاثة آلاف رجل، فلما لحق عمرو بصاحبه، قال الأشتر: جاءهم مدد ولكن يا أصحابي أبشروا فانا على الحق، والباطل زاهق واستأمن رجل منهم إلى الأشتر، فقال له الأشتر: من صاحب المدد؟ قال: هو عمرو بن العاص، فنظر الأشتر إليه وكان عمرو لبس فوق درعه خفتانا " (4) أحمر وهو شاهر سيفه فقال له الأشتر: ويلك يا بن العاص أهرب إلى الصياصي (5) ثم حمل الأشتر على عمرو فاتقاه بالحجفة

(١) الشاري: البائع: الذي يبيع نفسه ولذلك سمى الخوارج " شراة " لأنهم زعموا أنهم باعوا أنفسهم لله بالجنة. (٢) كذا في الأصل وفي وقعة صفين لا تذكروا ولعل الأخير هو الأنسب.
(٣) الأبيات هذه في وقعة صفين / 179 - مروج الذهب 3 / 376.
(4) خفتان: ضرب من الثياب - فارسية.
(5) الصياصي جمع الصيصية: كل ما يتحصن به المفردات للراغب.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405