المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٢٢٣
عليم. قولوا لمعاوية ليشرب وليسق دوابه لا يمنعه مانع ولا يحول بينه وبينه.
وروى أن حريثا مولى معاوية كان شجاعا " بطلا يعده معاوية لكل شديدة، وقد أبلى في فتح عسقلان وقتل عدة من الشجعان، وكان يركب فرس معاوية ويلبس لباسه وسلاحه، فيظن الناس أنه معاوية وكان الشقي يتمنى مبارزة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكان معاوية ينهاه عن مبارزته ضنا " به (1) فقال في اليوم الثالث من حروب صفين لمعاوية: ان انا قتلت عليا " أتقلدني ولاية الطبرية؟ فقال معاوية: لا تبارز عليا، وعليك بالأشتر، فان أنت قتلته فقد كفيت وأغنيت، فأما علي فلا تبارزه فان لي نابين: أحدهما أنت والآخر عبد الرحمان بن خالد بن الوليد، وان فجعت بك لم أجد بدلا " منك، فجانب عليا فسمع بذلك عمرو بن العاص فخلا بحريث وقال له أنت لو كنت قرشيا " ما نهاك معاوية عن مبارزة علي، ولأحب أن تقتل عليا وتريحه منه ولكنه يكره أن يقتل ابن عمه مولاه فان وجدت فرصة فأقحم، فان حظها لك، فلما خرج علي عليه السلام أمام الخيل انبرا له حريث فحمل عليه علي عليه السلام وهو يقول:
أنا علي وابن عبد المطلب * نحن وبيت الله أولى بالكتب منا النبي المصطفى غير الكذب * أهل اللواء والمقام والحجب نحن نصرناه على جل العرب * يا أيها العبد الغرير المنتدب (2) أثبت لها يا أيها الكلب الكلب (3) فقيل: يا أمير المؤمنين تبرز إلى هذا الكلب؟ قال: والله انه لأعظم عناء من معاوية، فضربه على رأسه فسقط قتيلا على هامته، فجزع عليه معاوية جزعا " شديدا " وقال: يا عمرو ما أنصفته حين أمرته بأمر كرهته لنفسك وأنشأ معاوية يقول:

(١) في المطبوع: صيانة له. (٢) الغرير: المخدوع. (٣) وقعة صفين / 272.
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405