المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٢٢٠
وانهزم عمرو وزعق (1) أصحاب أبي الأعور جميعا " فأخذوا في الحرب، ثم حمل الأشعث بن قيس عليهم في ستة آلاف رجل جامين (2) مستريحين واشتدت المناجزة والمكافحة، فأرسل الأشتر إلى أبي الأعور: أن أبرز إلي، فبرز إليه لكثرة ما دعاه الأشتر إليه وعليه درع مذهب وبيضة (3) عادية، فوقفا وتحدثا، وخمدت الأصوات فقال له الأشتر: أتعرفني يا أبا الأعور؟ كم مرة دعوتك ان تبرز إلي فالآن برزت إلي فلأوردنك حياض الموت ولأذيقنك ما كنت تهرب منه؟ قال أتهددني وانا قاتل الشجعان ومبيد الاقران؟ قال فأبرز إلي لترى صولة الرجال فتقهقرا ليحمل كل واحد منهما على صاحبه، وعمرو ينظر إليهما، فحمل الأشتر عليه فضربه على بيضته فقطع أنف البيضة ووقع السيف في وجنته فدمي وجهه، وهرب أبو الأعور وحمل الأشعث وانهزم عسكر أبي الأعور وعمرو بن العاص.
قال رضي الله عنه: يقال زعق به: صاح صيحة مفزعة.
قال أبو هاني بن معمر: رأيت أعرابيا " يخوض في الماء وهو يقول:
أيعطش القوم وفينا الأشعث * واشتر الخيرات ليث يلهث قال رضي الله عنه: روى أن الأشتر كان يخطب ويقول: أثبتوا في مواضعكم وأقيموا صفوفكم، فلما كتب الكتائب ورتب الصفوف، اقبل علينا بوجهه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: أما بعد فقد كان سابقا في علم الله اجتماعنا في هذه البقعة من الأرض لآجال اقتربت وأمور تصرفت وآمال تصرمت يسوسنا سيد الأوصياء ويرأسنا ابن عم خير الأنبياء وامامنا المؤيد بنصر الله من السماء وسيف من سيوف الله، ورئيسهم بن

(1) الحجفة: الترس من جلد بلا حسب.
(2) جامين، من جم القوم: استراحا، وفي حديث أبي قتادة: فأتى الناس الماء جامين رواء أي مستريحين قد رووا من الماء - لسان العرب.
(3) البيضة: الخوذة.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405