المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٢٠٨
" قال رضي الله عنه ": [وانصرف عبد الله بن بديل الخزاعي إلى علي عليه السلام وأخبره بخبره] وشكا الناس إلى علي عليه السلام العطش، فقال علي عليه السلام: ان سفك الدماء عظيم قبل ان يحتج عليهم مرة بعد أخرى، وبعث بجماعة من الأنصاريين وغيرهم إلى معاوية ليحتجوا عليه فأتوه وكلموه وبالغوا في ذلك وقالوا: يا معاوية جدبه تفضلا قبل أن نأخذه قهرا ". فقال: غدا " يأتيكم رسولي بما يبدو لي، فأصبح القوم في عطش شديد، فأتوا عليا " عليه السلام وأخبروه بذلك، فأرسل إلى معاوية عشرة من أصحابه ليكلموه في الماء، فقال معاوية لقومه: ما تقولون في هذا؟ فأول من تكلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط وقال لمعاوية: اقتلهم عطشا ولا ترحمهم كما لم يرحموا عثمان، وكذلك أبو الأعور قال ذلك، وحبيب بن مسلمة وبسر بن أرطاة وقال سليل الشاعر:
اسمع اليوم ما يقول سليل * ان قولي قول له تأويل امنع الماء من صحاب علي * لا يذوقوه والذليل ذليل (1) وقال عمرو بن العاص: ويحكم أترون عليا " يموت عطشا ومعه أطراف الأسنة وأفاعي العراق وعامة المهاجرين والأنصار، والله ليطيرن قحاف (2) الرؤوس عن جماجمها قبل ذلك فخل بين القوم وبين الماء، وارض بالموادعة أيها الرجل إلى انسلاخ المحرم ولا تعجل إلى الشر فإن مستطعمه وخيم غير لذيذ، فأبى وقال: هذا أول الظفر، فلا سقى الله أبا سفيان بن حرب من حوض النبي صلى الله عليه وآله ان يشربوا منه قطرة إلا أن يغلبوني عليه، فقام إلى معاوية رجل من أهل الشام من رؤساء الأزد يقال له فياض بن الحارث بن عمرو بن قرة الأزدي وقال: يا معاوية والله ما أنصفت القوم ولو كان هؤلاء من الروم أو الترك وطلبوك الماء، لوجب أن تسقيهم ثم تحاربهم،

(١) وقعة صفين / 162. (2) قحاف: جمع قحف وقد مضى معناه قريبا ".
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405