فرسول الله صلى الله عليه وآله للرسالة، وأمير المؤمنين عليه السلام للخلافة، فتق الله به رتق الإسلام، حتى انجابت به طخية الريب وقمع نخوة النفاق حتى أرفأن جيشانه، وطمس رسم العلة (1)، وخلع ربقة الصغار والذلة وكفت أيدي الخيانة ورفق شربها وحلاها عن وردها واطئا كواهلها; آخذا باكظامها; يقرع هامتها وينكت نقيها (2) ويجمل شحومها ويرحضها عن مال الله حتى كلمها الخشاش وعضته الثفاف ونالها فرض الكتاب فجرجرت جرجرة العود الموقع فزادها وقرا فلفظته أفواهها وأزلقته بأبصارها ونبت عن ذكره أسماعها فكان لها كالسم الممقر والذعاف المرعف لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يزيله عن الحق نهيب متهدد ولا يحيله عن الصدق (3) ترهب متوعد فلم يزل كذلك، حتى انقشعت، غيابة الشرك وخنع طيخ الإفك، وزالت قحم الاشراك حتى تنسمتم روح النصفة وتطعمتم قسم السواء بعد أن كنتم لوكة الآكل ومذقة الشارب وقبسة العجلان بسياسة مأمون الخرقة، مكتهل الحنكة; طب بأدوائكم، قمن بدوائكم يبيت بالربوة، كالئا لحوزتكم، حاميا لقاصيكم ودانيكم، مثقفا لأودكم، يقتات الجبنة ويرد الخمس ويلبس الهدم، ثم إذا سبرت الرجال فطاح الوشيظ واستسلم المشيح وغمغمت الأصوات وقلصت الشفاه وقامت الحرب على ساق وصرفت بأنياب وخطر فينقها وهدرت شقاشقها وجمعت قطريها، فشالت بابراق ألفيت أمير المؤمنين عليه السلام هناك مثبتا " لقطبها، مديرا " لرحاها قادحا " بزندها، مؤربا لعقدتها، مذكيا " لجمرتها، دلافا " إلى البهم، ضرابا " للقلل، غصابا " للمهج، تراكا للسلب، خواضا " لغمرات الموت; مثكل أمهات، مؤتم أطفال، مشتت
(٢١٢)