المعراج. وقيل بل رؤيا نوم. ثم اختلفوا، فقيل انه رأى سيدخل مكة، وقيل هو ما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في منامه ان بني أمية يثبون على منبره فاغتم لذلك، فنزلت الآية، رواه سعد بن سهل. واختلفوا في هذه الشجرة، قيل شجرة الزقوم، ومعناه الملعون آكلها، وقيل هم اليهود، وقيل الشجرة الملعونةبني أمية (1).
(١) روى السيد البحراني طاب ثراه في البرهان مجلد ٢ ص ٤٢٥ عدة أحاديث في بيان معنى الآية الكريمة نورد منها:
١ - العياشي، عن جرير عمن سمع، عن أبي جعفر عليه السلام " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة لهم ليعمهوا فيها والشجرة الملعونة في القرآن " يعني بني أمية.
٢ - عن الحلبي، عن زرارة، وحمران ومحمد بن مسلم، قالوا سألناه عن قوله: * (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك) * قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرى رجالا على المنابر يردون الناس ضلالا زريق وزفر، والشجرة الملعونة في القرآن قال: بنو أمية.
٣ - عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: * (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس) * قال: أرى رجالا من بني تميم وعدي على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقري، قلت والشجرة الملعونة في القرآن قال: هم بنو أمية، يقول الله: * (ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا) *.
وذكر الشيخ أبو علي الطبرسي في مجمع البيان مجلد ٢ ص ٤٢٤ في تفسير الآية عدة وجوه:
أحدهما: ان المراد بالرؤيا رؤية العين وهي ما ذكره في أول السورة من اسراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى بيت المقدس والى السماوات في ليلة واحدة إلا أنه لما رأى ذلك ليلا وأخبر بها حين أصبح سماها رؤيا وسماها فتنة لأنه أراد بالفتنة الامتحان وشدة التكليف ليعرض المصدق بذلك لجزيل ثوابه والمكذب لأليم عقابه وهذا معنى قول ابن عباسوسعيد بن جبير والحسن وقتادة ومجاهد. ثانيهما: ما روي عن ابن عباس في رواية أخرى انها رؤيا نوم رآها انه سيدخل مكة وهو بالمدينة فقصدها فصده المشركون في الحديبية عن دخولها حتى شك قوم ودخلت عليهم الشبهة فقالوا: يا رسول الله أليس قد أخبرتنا انا ندخل المسجد الحرام آمنين، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أو قلت لكم انكم تدخلونها العام، قالوا: لا، فقال: لندخلها انشاء الله ورجع ثم دخل مكة في العام القابل فنزل لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق وهو قول الجبائي وأبي مسلم وانما كان فتنة وامتحانا وابتلاء لما ذكرناه.
ثالثهما: ان ذلك رؤيا رآها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه ان قرودا تصعد منبره وتنزل فساءه ذلك واغتم به.
روى سهل بن سعيد عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى ذلك وقال إنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يستجمع بعد ذلك ضاحكا حتى مات. وروي سعيد بن يسار أيضا وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام وأبي عبد الله عليه السلام وقالوا على هذا التأويل ان الشجرة الملعونة في القرآن هي بنو أمية اخبره الله سبحانه تغلبهم على مقامه وقتلهم ذريته.