سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٢ - الصفحة ١٣٩
(ولسنا نمل الحرب حتى تملنا * ولا نشتكي ما ينوب من النكب) (ولكننا أهل الحفاظ ذوو النهى * إذا طار أرواح الكماة من الرعب) وقال أبو طالب (ألا أبلغا عني لؤيا رسالة * بحق وما تغني رسالة مرسل) (بني عمنا الأدنين تيما نخصهم * واخوننا من عبد شمس ونوفل) (أظاهرتم قوما علينا ولاية * وأمر غوي من غواة وجهل) (يقولون أنا قد قتلنا محمدا * أقرت نواصي هاشم بالتذلل) (كذبتم ورب الهدى تدمي نحورها * بمكة والركن العتيق المقبل) (تنالونه أو تبطلون لقتله * صوارم تفري كل عظم ومفصل) (وتدعوا بويل أنتم ان ظلمتم * مقاليه في يوم أغر محجل) (فمهلا ولما تنتح الحرب بكرها * ويأتي تماما أواخر معجل) (وأنا متى ما نمرها بسيوفنا * تجلجل ونعرك من منسا تكلكل) (ويعلو ربيع الأبطحين محمد * على ربوة من رأس عنقاء عيطل) (ويأوي إليها هاشم ان هاشما * عرانين كعب آخرا بعد أول) (فان كنتم ترجون قتل محمد * فروموا بما جمعتم نفل يذبل) (فانا سنمنعه بكل طمرة * وذي ميعة نهد المواكل هيكل) (وكل رديني طما كعوبه * وغضب كايماض الغمامة يفصل) (بايمان شم من ذؤابة هاشم * مغاوير الأبطال في كل محفل) 205 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال فلما سمعت قريش بذلك ورأوا منه الجد وأيسوا منه فأبدوا لبني عبد المطلب الجفا وانطلق بهم أبو طالب فقاموا بين أستار الكعبة فدعوا الله على ظلم قومهم لهم وفي قطيعتهم أرحامهم واجتماعهم على محاربتهم وتناولهم بسفك دمائهم فقال أبو طالب اللهم ان أبى قومنا الا النصر علينا فعجل نصرنا وحل بينهم وبين قتل ابن أخي ثم أقبل إلى
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»