سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٢ - الصفحة ١٦١
اني لأظنك قد صبأت ولو أعلم ذلك لبدأت بك فلما رأى النحام أنه غير منته قال فإني أخبرك أن أهلك وأهل ختنك قد أسلموا وتركوك وما أنت عليه من ضلالتك فلما سمع عمر تلك المقالة بقولها قال وأيهم قال ختنك وابن عمك وأختك فانطلق عمر حتى أتى أخته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتته الطائفة من أصحابه من ذوي الحاجة نظر إلى أولي السعة فيقول عندك فلان فليكن إليك فوافق ذلك ابن عم عمر وختنه زوج أخته سعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خباب بن الأرت مولى ثابت بن أم أنمار حليف بني زهرة وقد أنزل الله عز وجل * (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى) * وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا ليلة الخميس فقال اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي الحكم بن هشام فقال ابن عم عمر وأخته نرجو أن يكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر فكانت فأقبل عمر حتى انتهى إلى باب أخته ليغير عليها ما بلغه من إسلامها فإذا خباب بن الأرت عند أخت عمر يدرس عليها طه ويدرس عليها * (إذا الشمس كورت) * وكان المشركون يدعون الدراسة الهيمنة فدخل عمر فلما أبصرته أخته عرفت الشر في وجهه فخبأت الصحيفة وراغ خباب فدخل البيت فقال عمر لأخته ما هذه الهيمنة في بيتك قالت ما عدا حديثا يتحدث به بيننا فعذلها وحلف ألا يخرج حتى تبين شأنها فقال له زوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل إنك لا تستطيع أن تجمع الناس على هواك يا عمر وإن كان الحق سواه فبطش به عمر فوطئه وطيا شديدا وهو غضبان فقامت إليه أخته تحجزه عن زوجها فنفحها عمر بيده فشجها فلما رأت الدم قالت هل تسمع يا عمر أرأيت كل شيء
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»