قال ومن كفر بهذه النعمة ليس يقول من كفر بالله وكانوا كذلك حتى قبض الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم ثم كانوا كذلك في إمرة أبي بكر وعمر وعثمان ثم غيروا ما بهم كفروا بهذه النعمة فأدخل الله عز وجل عليهم الخوف الذي كان قد وضعه عنهم 217 نا يونس عن هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاث فرق فرقة بالمدينة وفرقتين بمكة فرقة كانوا يؤذون بمكة عشر سنين فيعفون عن المشركين وفرقة كانوا إذا أوذوا انتصروا منهم فأنزل الله عز وجل عليهم جميعا فقال * (الذين يجتنبون كبائر الإثم) * وهو الشرك والفواحش وهو الزنا * (وإذا ما غضبوا هم يغفرون) * هؤلاء الذين كانوا لا ينتصرون من المشركين * (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم) * الذين كانوا بالمدينة لم يكن عليهم أمير كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهم بالمدينة يتشاورون في أمرهم * (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) * هؤلاء الذين انتصروا * (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله) * الذين عفوا * (ولمن انتصر بعد ظلمه) * إلى قوله * (في الأرض بغير الحق) * المشركين الذين كانوا يظلمون الناس المسلمين * (لهم عذاب أليم) *
(١٥٥)