(فتاك الذي وجهت يا خير حرة * بغوري والنجدين حيث الصحاصح) (إلى سوق بصرى في الركاب التي غدت * وهن من الأحمال قعص دوالح) (فخبرنا عن كل خير بعلمه * وللحق أبواب لهن مفاتح) (كأن ابن عبد الله أحمد مرسل * إلى كل من ضمت عليه الأباطح) (وظني به أن سوف يبعث صادقا * كما أرسل العبدان هود وصالح) (وموسى وإبراهيم حتى يرى له * بهاء ومنشور من الذكر واضح) (ويتبعه حيا لؤي جماعة * شبابهم والأشيبون الجحاجح) (فان أبق حتى يدرك الناس دهره * فاني به مستبشر الود فارح) (والا فاني يا خديجة فاعلمي * عن أرضك في العريضة سائح) 127 حدثنا أحمد نا يونس عن محمد بن إسحاق قال وكانت قريش حين رفعوا بنيان الكعبة وسقوفها يترافدون على كسوتها كل عام تعظيما لحقها وكانوا يطوفون بها ويستغفرون الله عندها ويذكرونه مع تعظيم الأوثان والشرك في ذبائحهم ودينهم كله وقد كان نفر من قريش زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى وعثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى وعبيد الله بن جحش بن رئاب وكانت أمة أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم حليف بني أمية حضروا قريشا عند وثن لهم كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم فلما اجتمعوا خلا بعض أولئك النفر إلى بعض وقالوا تصادقوا وليكتم بعضكم على بعض فقال قائلهم تعلمون والله ما قومكم على شيء لقد أخطئوا دين إبراهيم عليه السلام وخالفوه ما وثن يعبد لا يضر ولا ينفع فابتغوا لأنفسكم فخرجوا يطلبون ويسيرون في الأرض يلتمسون أهل الكتاب من اليهود والنصارى والملل كلها الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام فأما ورقة بن نوفل فتنصر فاستحكم في النصرانية واتبع الكتب من أهلها حتى علم علما كثيرا من أهل الكتاب فلم يكن فيهم أعدل أمرا ولا أعدل شأنا من زيد بن
(٩٥)