سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٢ - الصفحة ٨١
وكانت كنانة وخزاعة قد دخلوا معهم في ذلك ثم ابتدعوا في ذلك أمورا لم تكن فقالوا لا ينبغي للحمس أن يأقطوا الاقط ولا يسلئوا السمن وهم حرم ولا يدخلوا بيتا من شعر ولا يستظلوا الا في بيوت الادم ما داموا حراما ثم رفعوا في ذلك فقالوا لا ينبغي لأهل الحل أن يأكلوا من طعام جاؤوا به معهم من الحل في الحرم إذا جاؤوا حجاجا أو عمارا ولا يطوفوا بالبيت إذا قدموا أول طوافهم الا في ثياب الحمس فإن لم يجدوا شيئا منها طافوا بالبيت عراه فان تكرم منهم متكرم من رجل أو امرأة لم يجد ثوبا من ثياب الحمس فطاف في ثيابه التي جاء بها من الحل ألقاها إذ فرغ من طوافه لم ينتفع بها ولم يمسها ولا أحد غيره أبدا وكانت العرب تسمي تلك الثياب اللقا فحملوا العرب على ذلك فدانت به ووقفوا على عرفات وأفاضوا منها فأطافوا بالبيت عراة وأخذوا بما شرعوا لهم من ذلك فكان أهل الحل يأتون حجاجا وعمارا فإذا دخلوا الحرم وضعوا أزوادهم التي جاؤوا بها وابتاعوا من طعام الحرم والتمسوا ثيابا من ثياب الحرم اما عارية واما بإجارة فطافوا فيها فإن لم يجدوا طافوا عراة أما الرجال فيطوفون عراة وأما النساء فتضع إحداهن ثيابها كلها الا درعا تطرحه عليها ثم تطوف فيه فقالت امرأة من
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»