الحقيقة المؤلمة ولا أود أن أتحدث عن تجاربي مع (الردود والتعقيبات) لكنني أحب أن أنقل حقيقة واحدة فقط لمستها كثيرا من تلك التجارب، وهذه الحقيقة مؤلمة، خلاصتها أنني وجدت كثيرا من القراء - للأسف - نستطيع أن نطلق عليهم (قراء آخر صيحة)!!.
فكثير من القراء - إن لم يكن أكثرهم - ليسوا في مستوى القوة والمتابعة التي تؤهلهم لتقييم الكاتب أو المؤلف بل تجدهم في مستوى التلقي والاستسلام في القضايا العلمية، فلا مشاركة بصيرة ولا تقويم منهم للكاتب ولا إيجابية في التفاعل مع القضايا، ليس لهم - أقصد هؤلاء الكثير من القراء لا كلهم - ليس لهم من المشاركة إلا التصفيق لآخر الردود أو النقد المطلق لما لا يرغبون ولا يفهمون! يرددون ما قال اللاحق ولا يتذكرون ماذا قال السابق!!
وهذا سر إصرار بعض المردود عليهم على المكابرة والرد حتى ولو كان يعلم أنه يرد بالباطل ليدحض به الحق!!، لأنه يعلم - عندما يكتب ردأ - أن القارئ أضعف من أن يكتشف تلبيسات الكاتب وتمويهاته وإخفاءه للحقائق وتهربه من الأخطاء لأن القارئ لن يرجع إلى المصادر ولن يحاكم الكاتب إلى الأدلة بل ربما - الأكثرية من القراء - لا يمتلك الواحد منهم مكتبة تؤهله للحكم على طرف من الأطراف بأنه أصاب أو أخطأ.