تربية (خروج المغلوب)!!
والقارئ بحاجة إلى كاتب صريح، كاتب صادق مع نفسه ومع القراء، كاتب أمين، وهذه الصفات تتلاشى أثناء الردود فالكتاب جزء من المجتمع، والمجتمع فيه عيوب ومن أبرزها عدم الاعتراف بالخطأ وعدم ترويض النفس وإجبارها على أخذ الحق من الآخرين، تربيتنا - للأسف - ليس فيها ما يشجع المخطئ على الرجوع عن خطئه لكن فيها ما يشجعه على المكابرة وثبات الموقف ولو كان خاطئا، تربيتنا ومناهجنا الدراسية لم نجد فيها مدح المعترف بالخطأ وإنما نصبح بها كالفرق الرياضية في مباريات الكؤوس التي يكون القانون فيها بخروج (المغلوب) وانطفاء ذكره وتحطيمه نقدا وذما!!
وبسبب هذه (التربية) تجد المؤلف أو الكاتب - غالبا - يصر على الخطأ ويتشبث بأقواله السابقة ملتمسا لها ما هب ودب من الأدلة متعسفا في تفسير الصحيح وفي تقوية الضعيف حتى لا يقضي عليه بقانون (خروج المغلوب)!! فهذه إشكالية تواجه بعض الكتاب والمؤلفين ولم اقرأ إلى الآن أن كاتبا أو مؤلفا عربيا رجع عن فكرة جوهرية في مقاله أو كتابه ولم أجد خطيب جمعة عوتب على حديث ضعيف إلا وتعصب لهذا الحديث باحثا عن أو هي خيوط التقوية له!! هذه حقيقة يجب على القارئ أن يعرفها ويجب على الكاتب والمؤلف أن يروض نفسه على الاعتراف بالخطأ ويجب على القراء أن يمدحوا المعترفين بأخطائهم ويثنون عليهم وألا يساهموا في تقوقع الكاتب على نفسه وشعوره