والأولى ألا نضرب الأدلة ببعضها فالأولى أن نستخدم في عهد أبي بكر كل الأدلة الخاصة بتلك الفترة وكذلك في عهد علي نركز على الأدلة الخاصة بفترة خلافته مثل حديث عمار وأحاديث الحوأب والزبير والخوارج.
وكذلك في عهد الحسن نستخدم حديث الصلح فهو الدليل الوحيد على تلك الفترة لأن ظروف الحسن وفترته غير ظروف علي وخلافته، أما أن نعمم حديث الصلح على عهد علي وعثمان وأبي بكر بالاستدلال به على عدم قتال البغاة والخارجين على الإمام فهذا ضرب للأدلة الأخرى الأكثر والأصح والأصرح دلالة فالجمع بين النصوص واستخدامها في أزمنتها دليل النية الصادقة. ومثلما حارب الرافضة حديث (صلح الحسن) فقد حارب النواصب (حديث عمار)، إما بتضعيفه (رغم أنه متواتر في الصحيحين). أو (إهمال ذكره)!! أو (تأويله) أو (التقليل من دلالته الصريحة)!! وتجد بعض أهل السنة قد تابع - بجهل - محاربة حديث عمار من أجل (مقاومة الشيعة)!! لكن مقاومة الشيعة لا تعني (طمس النصوص الصحيحة) عندنا، ولا تعني (جواز انتقاص علي والحسين) تماما كما أن محاربة النصارى لا تجيز لنا انتقاص عيسى عليه السلام ومقاومة اليهود لا تعني سب موسى عليه السلام فكذلك مقاومة الفكر المخالف لا تعني إخفاء (أدلة علي) القوية ونفخ أدلة المعارضين (الضعيفة) فأهل السنة أولى بعلي وأهل البيت من الروافض كما أن المسلمين أولى بموسى وعيسى من اليهود والنصارى.