الملاحظة السادسة عشرة:
قوله: (يظهر أنه (يقصدني بهذا القول) لم يقرأ كتاب العواصم من القواصم لابن العربي).
أقول: أولا: مما يدل على تقليد وسطحية كثير من المؤرخين الإسلاميين أنهم ينسبون لهذا الكتاب ويوصون به وكأنه أحد الصحيحين!! مع أن الكتاب مثل سائر الكتب فيه حق وباطل ولعل تعليقات محب الدين الخطيب زادت الأمر شرا مستطيرا، وصارت أقواله مقدسة عند كثير منهم مع أنه (أي الخطيب - يرحمه الله -) كان في غاية السطحية والانتقاء المدفوع بدوافع (الهوى المضاد) فقد دفعه هذا الهوى إلى تنقص علي بن أبي طالب في أكثر من موضع، ولو استطردت في إثبات هذا لما انتهيت. إضافة إلى تحريفه للنص (الذي حققه من العواصم) وتصرفه الذي يدل على أنه - رحمه الله - لم يكن نظيف البحث ولا نظيف النية. أما المقلد فيمدح الكتاب مع المادحين (1).
ثانيا: الأخ الفقيهي قد خالف موضوعات رئيسية في كتاب العواصم ووقع في كثير من (القواصم) التي يراها ابن العربي أو الخطيب، بل إن رسالة الفقيهي تكاد تتناقض تناقضا شبه كامل مع