الملاحظة العشرون:
من ملاحظات الأخ الفقيهي علي (نقص الحاسة التاريخية أو فقدانها). ولم يبين لنا الأخ الفقيهي كيف (تقاس) هذه (الحاسة التاريخية)؟!، وما مراده منها؟ ومن أول من قال بها؟ بل هل قال بها غيره؟! وما هي ضوابطها وحدودها؟ وما مدى منهجيتها؟
ولم يخبرنا الفقيهي هل من كمال (الحاسة التاريخية) أن نقبل من روايات الكذابين ما نشاء؟ ونرد من رواية الثقات ما لا يتوافق مع هذه (الحاسة)؟! وهل من دلالة صدق (الحاسة) أن تكون (موظفة) لتيار معين؟ أو مذهب تاريخي معين؟! ونتائج معينة؟!.
إذن فهذا الضابط (الجديد) الذي أدخله الفقيهي هو معول (عتيد) ليس لهدم الرأي الآخر وإنما لهدم حقائق التاريخ الإسلامي إذ يصبح التاريخ الإسلامي تحت مطرقة ضابط غير منضبط ولا يمكن قياسه ولا معرفة حدوده فيصبح المؤرخ (يرفض بالحاسة) ويقبل (بالحاسة) بعيدا عن منهج أهل الحديث في قبول الرواية أو ردها وبعيدا عن مناهج الدراسات التاريخية عامة وهذا من أخطر المعاول الجديدة في هدم التاريخ الإسلامي خاصة ولذلك رأينا الفقيهي ينفرد في رسالته بأشياء (من العجائب الجديدة)!! لعل لحاسته التاريخية الدور الأكبر في وجودها!!.
الملاحظة الحادية والعشرون:
ثم دلل الفقيهي على: (نقص الحاسة التاريخية) عندي بقوله : " نظرتك إلى بيعة علي نظرة جزئية تفصلها عما قبلها أحداث).