الملاحظة الثامنة عشره: أورد ص 109 عن موقف اليمن من البيعة فقال: (بقي بعض اليمنيين لم يبايع ويرغب في قتل قتلة عثمان ولما لم يحدث هذا نجدهم يراسلون معاوية بعد التحكيم)!!..
وهذا القول مبني على رواية بطل الأكاذيب (1) سيف بن عمر التميمي وقد أحال المؤلف على الطبري (4 / 442 - 443) من طريق سيف، وسيف أكثر مروياته انفرادات وغرائب يخالف فيها المحدثين والمؤرخين على حد سواء!!.. ومن منكراته في الرواية نفسها التي أحال عليها الفقيهي أنه ذكر طليحة بن خويلد الأسدي فيمن خرج يطلب بدم عثمان رضي الله عنه مع أنه (أي طليحة) قتل شهيدا في عهد عمر رضي الله عنه قبل أن يتولى علي الخلافة بخمسة عشر عاما بل قبل مقتل عمر وهكذا فمن اعتمد على روايات الضعفاء والمتروكين يقع في تناقضات مثل هذه وأكبر..
وما اعتمد مؤرخ على مرويات سيف إلا افتضح.
الملاحظة التاسعة عشرة: قوله ص 110: (وسيطرة الثوار على المدينة وإن لهم اليد الطولى في عقد الخلافة).. فهذا القول قبل أن يخالف الروايات الصحيحة يخالف ما كتبه المؤلف نفسه ص 99 عندما قال: (وهكذا تمت لعلي رضي الله عنه البيعة وأصبح خليفة المسلمين إذ بايعه أهل المدينة أهل الحل والعقد من أهل بدر وأصحاب الشورى والمهاجرين والأنصار والناس تبع لهم في ذلك).