أن يستثني ويمتنع من بيعة شرعية حتى في الرواية نفسها قول ابن عمر (لما بويع علي) فهذه لفظة شاملة فيها إقرار ابن عمر بأن عليا (بويع)!! وهناك رواية أخرى حسنة عن ابن عمر في بيعته علي وأنه قد (فزع الناس إليه)!! في البيعة وذكر ابن عمر في الروايتين ما يفيد إجماع أهل المدينة فكيف يخرج نفسه من بيعة أجمع عليها أهل المدينة خاصة في (بيعة الإمام) فإن ابن عمر يتشدد في وجوب مبايعة المسلمين للإمام.. وقد خالف رضي الله عنه أهل المدينة ولم يخلع بيعة يزيد بن معاوية يوم الحرة. فهل يزيد بن معاوية عنده أولى بقبول البيعة والمحافظة عليها من علي بين أبي طالب رضي الله عنه؟! هذا ما يريد الروافض إثباته للطعن في ابن عمر ويريد النواصب إثباته للطعن في بيعة علي ويساعدهم - أعني (الفريقين) بعض أهل السنة بلا علم ولا قصد.. والصواب أنه إن كان ابن عمر قد خالف أهل المدينة وحافظ على بيعة يزيد بن معاوية رغم فسقه، فكيف لا يدخل مع أهل المدينة في بيعة علي بن أبي طالب الخليفة الراشدي مع المحافظة عليها؟!!
فلفظة (والله لا أبايعك) فيها نظر كبير من حيث المتن ومن حيث احتمال التحريف ومن حيث روايات أخرى صحيحة ليس فيها هذه اللفظة ومن حيث إجماع أهل المدينة وحرص ابن عمر على الوفاء ببيعة الإمام وتحذيره من الغدر به وحثه على الجماعة.. فابن عمر من فقهاء الصحابة ولن يفوته أن إجماع أهل المدينة على البيعة ملزم له ولغيره.. وهناك احتمال ضعيف وهو تعبيره بلفظ (لا أبايعك) ويقصد بها بيعة خاصة في طاعته في