آنفا لان ابن الخطاب قدر ان الذي يلون شهادته لا يصعب عليه ان يغل في الصدقات (80). لقد عز على عمر ان يرجم أحد الصحابة بتهمة الزنا ولكن توقيع الحدود والحكم بالعدل والشرع أولى ليعرف المسلمون جميعهم وغيرهم ان الناس كلهم سواسية امام الاحكام لا فرق بينهم وحتى إذا سلمنا جدلا ان ما اتاه المغيرة مع أم جميل (التي لم يعبأ ان زوجها من قبيلته ثقيف) لا يبلغ حد الزنا ولكنه يشكل أفعالا عديدة تحرمها الشريعة التي أعلنها محمد منها: دخول بيت مسلم في غيابه والخلوة بزوجته التعري في بيته وتعرية زوجته والنظر إليها عارية كما ولدتها أمها والالتصاق بها والاستمتاع بها (دون ان يبلغ حد الجماع)... الخ.
أليست كل هذه مخالفات جسيمة للشرع كانت توجب على ابن الخطاب ان يعزر المغيرة لم يفعل عمر شيئا من ذلك بل على العكس كافأ المغيرة إذ نقله من ولاية البصرة إلى ولاية الكوفة (81)...!!
هذه هي الواقعة التي اقترفها ابن شعبة:
صحابي كان يكتب لمحمد أي ملازما له ومنذ دخوله الاسلام في صلح الحديبية وهو لزيق به ثم يوليه عمر على أحد الأمصار وكان في تلك الأيام في نهاية مرحلة الكهولة وبداية الشيخوخة وتزوج عددا لا يحصى من الزوجات خلاف ملك اليمين ومع هذا يقدم على ذلك أليس هذا دليلا ناصعا على عرامة (82) النزوع للآخر وحدته وشدته لدى افراد ذلك المجتمع؟؟
اما الاخر فهو: عمر بن الخطاب الواقعة التي سنسطرها بعد قليل حدثت من ابن الخطاب وهو خليفة إذ كان يشعر بسخط (بنى هاشم) لتوليه وأبى بكر من قبله الخلافة