مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٥٦
لاسترضاء إناث ذاك المجتمع فإذا كنت شابا استطعت ان تروضهن وتسترضيهن بالباه اما ان كنت شيخا اضمحلت قوتك ووهنت حركتك فليس امامك الا الأموال والهدايا والعطايا ولعلنا لاحظنا: ان الباه جاء في المقام الأول بعبارة أحد الفاعلين البارزين في ذلك المجتمع - وكل خبر نسوقه يؤكد الفكرة التي تتمحور عليها دراستنا هذه. ثم نعود إلى سياق الخبر:
نحن لا نعول كثيرا على ما أورده الجاحظ - مع تقديرنا البالغ له ولمكانته في الفكر والأدب - لأننا انما نعتمد في هذه الدراسة على المصادر التراثية التي تلقتها الأمة بالترحاب والتجلة والتي ربما تبلغ حد القداسة ومؤلفات الجاحظ ليست كذلك مع نفاستها الشديدة وذلك لامرين:
أ - ربما دفعته نزعته الأدبية إلى المبالغة والتهويل.
ب - ما عرف عنه من وجهة اعتزالية تجعله غير مقبول لدى أهل السنة والجماعة.
نسطر ذلك حتى نقطع السبيل على أي فلحاس (71) حتى لا يصيح ناعقا أو ينعق صائحا ان مصادرنا هي كتب الأدب والنوادر والأمالي - مع تقديرنا لها جميعها وانها جزء من تراثنا الذي نعتز به - ويترك عشرات المصادر الأخرى ويتمسك بهذا المصدر اليتيم وإذا كان القارئ يستهول ان يكون المغيرة بن شعبة قد أحصن تسعا وتسعين زوجة ويرى ان ذلك مبالغة فاضحة من الجاحظ فإننا نورد فيما يلي ما جاء به كتاب تراثي صاحبه من الذين أرخوا للصحابة وهو موضع تقدير من الأمة وهو كتاب (الاستيعاب في معرفة الأصحاب) ل ابن عبد البر:
- (قال: حدثنا سحنون عن ابن نافع قال: أحصن المغيرة بن شعبة
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست