مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٦٢
التي تدفقت على يثرب وأدارت رؤوس الصحبة وأولادهم وتلك الغنائم في واقع الامر هي ناتج عرق الفلاحين والعمال والشغيلة في البلاد التي وطؤها بقوة السلاح. ولم يكتف ابن الخطاب بذلك التلويح أو التلميح بل لجأ إلى (ذهب المعز) فأغرى عليا وبنيه بصداق قدره أربعون ألف درهم (83) في الوقت الذي كان فيه يشجب ظاهرة المغالاة في المهور التي ضربت (المجتمع اليثربي) نتيجة وصول الأموال الوفيرة إلى أيديهم فتغيرت أحوالهم الاقتصادية ولكن العادة جرت على طول التاريخ ان ما يعظ الحاكم به (رعيته) شئ وما يفعله هو وأهل بيته شئ مغاير تماما فلا بأس ان يقف ابن الخطاب على المنبر ويحث الرعية على عدم المغالاة في المهور ثم ينزل من على المنبر ويسوق إلى على أربعين ألف درهم نحلة أي مهرا لابنته الصغيرة الجميلة أم كلثوم!!!
وأثمرت أساليب ابن الخطاب المتبانية وأفلحت في شل معارضة عقيل والحسن والحسين واستطاع ان يفوز بزواج الطفلة الوضيئة:
- (كان عمر قال لعلي: زوجني يا أبا الحسن فإني سمعت رسول الله - ص - يقول: كل نسب وصهر منقطع يوم القيامة الا نسبي وصهري... فزوجه أم كلثوم.
وفى رواية: ان عمر بن الخطاب خطب أم كلثوم فقال على: انها صغيرة فقال عمر: يا أبا الحسن زوجنيها فإني أرصد من كرامتها مالا يرصدها أحد فقال على انا أبعثها إليك فان رضيت فقد زوجتكها فبعثها إليه ببرد وقال لها: قولي له: هذا البرد الذي قلت لك فقالت ذلك لعمر فقال: قوله له قد رضيته رضى الله عنك ووضع يده على ساقها فكشفها فقالت له: أتفعل هذا؟ لولا انك أمير المؤمنين لكسرت انفك ثم خرجت حتى جاءت أباها وأخبرته بالخبر وقالت: بعثتني إلى
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست