مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٤٩
هذا الصحابي خارج في غزوة ومعه محمد أو هو مع محمد أي قريب منه ولكن كل ذلك يهون في سبيل الاتصال بالآخر فسارع بلبس حلة - لزوم التأنق - واتى إلى النسوة وجلس إليهن يسامر هن ويبادلهن أطراف الحديث الشهي لعل الحديث يجر وراءه ما هو أعمق ولما يضبطه محمد متلبسا وينكر عليه جلوسه ذاك لا يتورع ان يدعى ان سببا آخر هو الذي دفعه لذلك وهو شرود بعيره ومن البديهي ان ذلك لم يفت على فطنة محمد فكان كلما يراه يسأله: ما فعل بعيرك - ولم يحدثنا الخبر عما إذا كانت تلك النسوان صواحب جبيرهن زوجات الخارجين في الغزوة أو من الجيرة - ولعله مما لفت النظر إنهن لم يجدن غضاضة في الجلوس مع جبير والتحدث معه مما يقطع بان ذلك المجتمع لم يكن مغلقا كما تحاول كتب المتأخرين ان تصفه - (حدثنا عمر بن أبي قيس عن عاصم عن عكرمة عن حمنة بنت جحش انها كانت مستحاضة وكان زوجها يجامعها) (51).
(وحمنة هذه أخت زينب بنت جحش التي تزوجها محمد بموجب آية من القرآن بعد أن كانت عند زيد ابنه ثم مولاه وحمنة كانت زوجا لمصعب بن عمير قتل عنها يوم أحد فتزوجها طلحة بن عبيد الله) (52).
وكلاهما من أكابر الصحابة فالأول أرسله محمد قبل هجرته ليثرب ليقرئ اليثاربة القرآن ولذا أطلق عليه لقب (المقرئ) ولعب دوا بارزا في ادخال عدد من زعمائهم في دين محمد اما الاخر فهو من مجلس العشرة المبشرين بالجنة) وهو (مجلس شورى محمد) والصورة الاسلامية ل‍ (ملا قريش) حاكم مدينة القداسة: مكة قبل الاسلام وسواء كان هذا أم ذاك فقد كان لا يجد غضاضة في مباطنة حمنة وهي مستحاضة.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست