مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٥٥
هذه الفصلة نفردها لصحابيين من ذوي الشهرة من ذوي الشهرة لكل منهما قصة تدخل في نطاق هذا الموضوع وقد اشتركا معا في الحكاية الأولى اما الأخرى فقد انفرد بها أحدهما وهو الأعلى مكانة والأذيع صيتا والأكثر تقديرا.
والخبران موثقان توثيقا محكما وقد وردا في العديد من الدواوين والكتب التي تكاد تبلغ حد القداسة ومن ثم لا يرقى إليها شك ولا تقرب منها ريبة.
اما أولهما فهو المغيرة بن شعبة:
فهو - بادئ ذي بدء من كتاب محمد أي الذين كانوا يكتبون له الرسائل التي يمليها عليهم وكان لا يفعل ذلك الا من كان يحوز على الثقة بعد أن خان أحدهم الأمانة وارتد وهرب إلى مكة وادعى انه كان يحرف ألفاظ القرآن التي كان يمليها عليه محمد - واتصاف المغيرة بأنه من كتاب محمد مسألة متواترة جاءت في الكتب التي تناولت حياة الصحابة وأحوالهم منها كتاب (أسد الغابة في معرفة الصحابة) (69).
- (قال المغيرة بن شعبة: حصنت تسعا وتسعين امرأة ما أمسكت فيهن واحدة منهن واحدة منهن واحدة على حب ولكني احفظها لمنصبها وولدها فكنت أسترضيهن بالباه شابا فلما ان شبت وضعفت عن الحركة أسترضيهن بالعطية) (70).
والخبر صحيح في أن مجتمع يثرب الذي عاش فيه المغيرة ملازما لمحمد إذ عمل كاتبا له بعبارته لا يعبأ بالحب بين الرجل والمرأة ورغم سمو هذه العاطفة فلم يكن لها أقل موضع في ذاك المجتمع انما مدار العلاقة بين الطرفين ومحورها كان أمرين: الباه أي قوة الجماع والمال فهما السبيل
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست