مجتمع يثرب - خليل عبد الكريم - الصفحة ٥١
حتى وهو صائم لم يكن ابن الخطاب يملك نفسه أو يسيطر عليها:
- (عن جابر ان عمر قال هششت فقبلت وانا صائم فقلت:
يا رسول الله صنعت اليوم أمرا عظيما قبلت وانا صائم فقال: أرأيت لو تمضمضت من الماء وأنت صائم؟. قلت لا بأس قال: فمه) (58).
والصائم يكون في حالة روحية سامية لان الصيام لله وهو الذي يجزى به كما أخبر محمد ومن ثم لا يفكر الصائم حتى في مقدمات الجماع مثل التقبيل لان مثل هذه الأفعال تنافى روحانية الصوم ولكن يبدو ان ابن الخطاب كان له رأى آخر وتفسير مغاير للصيام - ومما يؤكد ان دافع الالتقاء بالأنثى كان متقدا عند ابن الخطاب هو الخبر الآتي الذي قبل ان نسطره نبدأ بمقدمة شارحة:
عندما شرع الصيام كان يحرم على المسلم الاكل والجماع بعد أن ينام في الليل بمعنى انه إذا نام لا يحل له الطعام والشراب والاقتراب من الزوجة حتى يصبح ولكن أصحاب النوازع المتوهجة في الالتقاء بالجنس الاخر مثل ابن الخطاب لم يعبأوا بهذا التحريم وتجاوزوه:
- (عن ابن عباس قال: ان الناس كانوا قبل ان ينزل في الصوم ما نزل فيهم يأكلون ويشربون ويحل لهم شأن الناس فإذا نام أحدهم لم يطعم ولم يشرب ولم يأت أهله حتى يفطر من القابلة فبلغنا ان عمر بن الخطاب نام ووجب عليه الصوم ووقع على أهله ثم جاء إلى النبي - ص - فقال: أشكو إلى الله واليك الذي صنعت؟ قال: ما صنعت؟
قال: انى سولت لي نفسي فوقعت على أهلي بعد ما نمت وانا أريد الصوم فزعموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما كنت خليقا ان تفعل فنزل الكتاب: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) وفى رواية: قام
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست