رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ - السيد لطيف القزويني - الصفحة ٨٧
ولحق بأهل مكة وأخبرهم: إني كنت أصرف محمدا حيث أريد، كان يملي علي (عزيز حكيم)، فأقول: عليم حكيم، فأنزل الله فيه: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي)، فأهدر الرسول دمه، وبعد فتح مكة استأمن له عثمان من النبي (ص) (1).
6 - عبد الله بن عامر بن كريز الأموي وهو ابن خالة عثمان، وقد ولاه البصرة وعمره خمس وعشرون سنة (2).
على أية حال، فقد كان عثمان محبا لأقاربه من بني أمية، ونقل عنه أنه قال:
والله لو أن مفتاح الجنة بيدي: لأدخلت بني أمية إليها (3).
ويبدو أن حب عثمان لأقربائه وتقربهم حتى أن عمر بن الخطاب لما حضرته الوفاة، وسمى أهل الشورى وذكر أوصافهم: قال عن عثمان: والله لئن كان الأمر إليه ليحملن بني أبي معيط - أي بني أمية - على رقاب الناس (4) شئ من حرب البصرة.
على الرغم من أن طلحة والزبير كانا من أشد الناقمين على سياسة عثمان، ومع أنهما سبقا الناس في البيعة للإمام علي (ع) بعد قتل عثمان، فإن الحركة الإصلاحية التي قادها الإمام (ع) لم تجد هوى في نفسيهما، فبدأ العمل للخروج على الإمام، وإثارة المسلمين عليه، فكانت حصيلة ذلك فتنة عمياء كبدت الأمة خسارة فادحة: حيث أقنعا عائشة بنت أبي بكر بالخروج معهما، لقيادة المعارضة لحكم أمير المؤمنين (ع)!.
وما دام القوم قد رفعوا قميص عثمان للمطالبة بدمه، فلننظر موقف القيادات التي تزعمت حركة المطالبة بدمه - كيفا كان موقفها من عثمان نفسه - عند ما كان حيا.
روي أن الزبير كان يقول: اختلط عثمان، فقد بدل دينكم، فقالوا له: إن ابنك يحامي عنه بالباب - وكان ذلك أثناء الحصار الذي فرضه الثائرون على بيت عثمان - فقال الزبير: ما أكره أن يقتل عثمان ولو بدئ بابني، إن عثمان جيفة على الصراط غدا (5).
وأما طلحة، فقد ذكر المؤرخ الواقدي: إنه لما قتل عثمان وتذاكروا أمر دفنه والمكان

١ - مستدرك الصحيحين للحاكم ج ٣ ص ١٠٠، وأسد الغابة لابن الأثير ج ٣ ص ١٧٣، وأنساب الأشراف للبلاذري ج ٥ ص ٤٩.
٢ - تاريخ الطبري ج ٣ ص ٣١٩، وأسد الغابة لابن الأثير ج ٣ ص ١٩١.
٣ - البداية والنهاية لابن كثير ج ٧ ص ١٧١، ومسند أحمد ج ١ ص ٦٢، وفي الغدير ج ٨ ص ٢٩١ باختلاف يسير.
4 - تاريخ المدينة المنورة لعمر بن شبة ج 3 ص 881.
5 - ابن أبي الحديد ج 2 ص 404.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»