رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ - السيد لطيف القزويني - الصفحة ٣١
والآخر بعلك (1)؟، ومثل قوله:... لا يا فاطمة، أما ترضين أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض، فاختار رجلين، أحدهما أبوك والآخر بعلك (2)؟.
وليس صدفة أن تحصر ذرية النبي (ص) بولد فاطمة (ع)، وقد أحيطت الأمة علما بذلك، وعلمت علم اليقين بأنه ليس للنبي ولد إلا ولد فاطمة، وطالما ردد النبي بنشوة عارمة وأمام جموع الصحابة: هذا ابني الحسن، (أو) هذا ابني الحسين، وطالما افتخر بأن الله تعالى هو الذي سماهما الحسن والحسين.
الزواج المبارك.
محمد (ص) سيد ولد آدم بلا خلاف، وخيرة الله من خلقه بلا خلاف، وفاطمة سيدة نساء العالمين بلا خلاف، وقد أمر الله نبيه بأن يعلن بأن عليا سيد العرب (3) وسيد المسلمين وامام المتقين (4)، وبعد أن أعلن النبي ذلك أمر الله نبيه بأن يعلن زواج السيدين فاطمة وعلي، وأحيط المسلمون علما بأن الذرية الناتجة من هذين الزوجين المباركين هي ذرية النبي، وهم بنوه، وهم تاج أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فكان أهل بيت النبوة هم خيرة الخيرة، لأنهم اختيارات إلهية متلاحقة، وقد أنعم الله على الزوجين السعيدين بإمامين عظيمين: هما الحسن والحسين (ع)، واعتبرهما النبي ولديه حقا، فأذن في أذنيهما (5)، وعق عنهما (6)، وعوذهما بما عوذ إبراهيم الخليل ولديه (7)

١ - راجع تراجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١، ص ٢٤٩، وتذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي، وكنز العمال ج ١٥، ص ٩٥، والرياض النضرة للطبري ج ٢، ص ٢٤٠.
٢ - راجع المستدرك للحاكم ج ٢، ص ١٢٩، وتاريخ دمشق لابن عساكر / ترجمة علي ج ١، ص ٢٤٩، وتذكرة الخواص لابن الجوزي ص ٣٠٩، وكنز العمال ج ٦، ص ٣٩١ وج ٥، ص ٩٥، وتاريخ بغداد ج ٤، ص ١٩٥ و ١٩٦.
٣ - ذكره أبو نعيم في حلية الأولياء ونقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ج ٢، ص ٢٥١.
٤ - راجع المعجم الصغير للطبراني ج ٢، ص ٨٨ ومناقب علي لابن المغازلي الشافعي ص ٦٥، والمناقب للخوارزمي الحنفي ص ١٣٥، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ١٠٧، ومجمع الزوائد ج ٩، ص ١٢١، وأسد الغابة ج ١، ص ٦٩ وج ٣، ص ١١٦، وترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢، ص ٢٥٧ وفضائل الخمسة ج ٢، ص ١٠٠ وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ٨١، والرياض النضرة للطبري ج ٢، ص ٢٢٤، ومنتخب الكنز بهامش مسند الإمام أحمد ج ٥، ص ٣٤، وحلية الأولياء ج ١، ص ٦١ وكنز العمال ج ١٥، ص ١٥٧.
٥ - راجع الترمذي ج ١، ص ٢٨٦ والمستدرك على الصحيحين ج ٣، ص ١٧٩، ومسند أحمد بن حنبل ج ٦، ص ٩ وص ٣٩١ و ٣٩٢، وأبي داود في مسنده ج ٤، ص ١٣٠، وصحيح أبي داود ج ٣٣، ص ٢١٤. ٦ - صحيح النسائي ج ٢، ص ١٨٨، والمستدرك على الصحيحين ج ٤، ص ٢٣٧، و كنز العمال ج ٧، ص ١٠٧، وقال أخرجه الطبراني وابن عساكر، وصحيح الترمذي ج ١، ص ٢٨٦، وفضائل الخمسة ج ٣، ص ٢١٤.
٧ - صحيح البخاري / كتاب بدء الخلق، وصحيح الترمذي ج ١، ص ٦، وصحيح ابن ماجة في أبواب الطب، وصحيح أبي داود ج ٣٠، ص ١٨٠، ومسند أحمد بن حنبل ج ١، ص ٢٣٦ وص ٢٧٠، وحلية الأولياء ج ٤، ص ٢٩٩، ومشكل الآثار للطحاوي ج ٥، ص ٤٥، وكنز العمال ج ٥، ص ١٩٥، ومجمع الزوائد ج ١، ص 188، وفضائل الخمسة ص 217.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»