هم منهم، والمؤكد وبكل الموازين وغالبا هم ذرية مختارة ومباركة، وهب الله مسيئهم لمحسنهم، ووهبهم الله جميعا لرسوله (ص) كما وثقنا، لكن الأحكام الشرعية يجب أن تتسم بالوضوح، وأن تخلو من الغموض حتى يمكن الاستفادة منها ويقوى الناس على تطبيقها.
فالمعروف أن هاشم هو أبو الهاشميين وسيدهم بلا خلاف، والمعروف أيضا أن عبد المطلب قد آلت إليه السيادة على الهاشميين بالرضا وبدون إكراه، وقبل الجميع سيادته، والمعروف أيضا أن عمادة البطن الهاشمي قد آلت إلى أبي طالب، فهو عميد الهاشميين وعميد قريش كلها، ومن المسلم به أن رسول الله هو حبيب البطن الهاشمي، فاختار الله فاطمة واختار عليا: وزوجهما، ومن هذين الزوجين المباركين، جعل ذرية النبي وكون صفوة الصفوة أهل بيت النبوة، وأغدق عليهم نعمه وخصهم بفضله، فصار مصطلح أهل البيت كذرية للنبي، وكمركز للقيادة والمرجعية، وكرمز للالتصاق بالنبي يطلق بالدرجة الأولى على الأربعة علي وفاطمة والحسن والحسين، ونسلهم (1). هذا حسب إعتراف أم سلمة، وعائشة (2)، وطالما أشار الرسول إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين (ع)، وقال في أكثر من مناسبة اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (3)، وعندما نزلت آية التطهير أشار النبي إليهم (4)، وعندما نزلت آية المودة في القربى ذكر النبي بهم وأشار إليهم (5)، وعندما جاء جبريل بآية أولي الأمر: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا