حتى استلمه، فقال رجل من الشام: من هذا؟ فقال هشام: لا أعرفه، مخافة أن يرغب فيه أهل الشام، وكان الفرزدق الشاعر المعروف في حضرة الخليفة الأموي فقال: أنا أعرفه، فقال الشامي: من هذا يا أبا فراس؟ فأجابه الفرزدق شعرا بقصيدة رائعة جاء فيها:
فليس قولك من هذا بضائره * العرب تعرف من أنكرت والعجم.
من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم منجى ومعتصم.
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل من هم خير أهل الأرض قيل هم (1).
كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سبب النبي (ص) ونسبه.
قال رسول الله (ص): كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي فإنها موصولة في الدنيا والآخرة (2).
قيل لخادمة تخدم آل محمد (ص): غطي شعيفاتك فإن محمدا لن يغني عنك من الله شيئا، فأخبرت النبي (ص)، فغضب غضبا شديدا، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: من أنا؟ قالوا أنت رسول الله، قال: نعم، ولكن من أنا؟ فقال الأنصار : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، قال النبي: أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من ينفض التراب عن رأسه ولا فخر، وأول داخلي الجنة ولا فخر، وفي ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ولا فخر، ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع؟! بل تنفع حتى تبلغ (حكم وحاء (3)، إني لأشفع حتى أن من أشفع له ليشفع فيشفع، حتى أن إبليس ليتطاول طمعا بالشفاعة (4).
وقال رسول الله (ص) يوما لأصحابه: ما بال رجال يقولون: رحم رسول الله لا تنفع يوم القيامة؟ والله إن رحمي لموصلة في الدنيا والآخرة (5).