رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ - السيد لطيف القزويني - الصفحة ٢٥٠
ومئتين للهجرة، وكان سنه عند وفاة أبيه العسكري (ع)، خمس سنين، وقد ولد الامام المهدى (عج) في عند الخليفة العباسي المهتد، بسر من رأى.
يلقب (عج): بالحجة، والقائم، والمهدى، والخلف الصالح، وصاحب الزمان، والصاحب.
وهو المسمى باسم جده رسول الله (ص)، والمكنى بكنيته، وقد جاء في الاخبار، أنه لا يحق لاحد أن يسميه باسمه، ولا أن يكنيه بكنيته، إلى أن يشرف الله تعالى العالم بظهوره المبارك، وإقامة دولته الشريف.
فمن الاخبار، التي جاءت في ميلاده (عج): ما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن رزق الله، عن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي الرضا (ع) قالت: بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي (ع) فقال: يا عمة، إجعلي افطارك الليلة عندنا، فإنها ليلة النصف من شعبان، فإن الله تعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه، قالت:
فقلت له: ومن أمه؟ قال: نرجس، قلت له: جعلني الله فداك، ما بها أثر! فقال: هو ما أقول لك، قالت: فجئت فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفى وقالت: يا سيدتي كيف أمسيت؟ فقلت بل أنت سيدتي وسيدة أهلي، قالت: فأنكرت قولي وقالت: ما هذا؟!، فقلت لها: يا بنية، ان الله تبارك وتعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة، قالت: فخجلت واستحيت، فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي، فرقدت، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة، ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث، ثم جلست معقبة، ثم اضطجعت، ثم انتبهت فزعة وهي راقدة، ثم قامت فصلت ونامت.
قالت حكيمة: وخرجت أتفقد الفجر، فإذا أنا بالفجر الأول كذنب السرحان وهي نائمة، قالت: فدخلتني الشكوك، فصاح بي أبو محمد من المجلس فقال: لا تعجلي يا عمة، فهاك الامر قد قرب، قالت فجلست فقرأت (ألم السجدة) و (يس) فبينما أنا كذلك، إذ انتبهت فزعة، فوثبت إليها فقلت: اسم الله عليك، ثم قلت لها: هل تحسين شيئا؟ قالت: نعم، فقلت لها: إجمعي نفسك، واجمعي قلبك، فهو ما قلت لك.
قالت حكيمة: ثم أخذتني فترة وأخذتها فترة، فانتبهت بحسن سيدي، فكشفت، الثوب عنه، فإذا به عليه السلام ساجدا يتلقى الأرض بمساجده،، فضممته إلى فإذا أنا به نظيف منظف، فصاح بن أبو محمد (ع): هلمي إلى ابني يا عمة، فجئت به إليه، فوضع يديه تحت أليتيه وظهره، ووضع قدميه] الوليد المهدى عج [على صدره، ثم أدلى لسانه في فيه، وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال: تكلم يا بنى.
فقال: أشهد أن لا اله الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، ثم صلى على
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»