على ظهره لما قال له: أنا عبد رسول الله، وسمعت أن في هذه الجزيرة أسدا، فامضي إليه فقولي له: إن عسكر ابن سعد يريدون غدا أن يطأوا بخيولهم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهل أنت تاركهم؟ فلما مضت إليه الجارية وقالت ما قالته زينب، إلى قولها: (فهل أنت تاركهم)؟ أشار برأسه: لا، فلما كان الغد أقبل الأسد يأز أزا، والعسكر واقف فظن ابن سعد أنه جاء يأكل من لحوم الموتى، فقال: دعوه نرى ما يصنع، فأقبل يدور حول القتلى حتى وقف على جسد الحسين عليه السلام، فوضع يده على صدره، وجعل يمرغ خده بدمه ويبكي، فلم يجسر أحد أن يقربه، فقال ابن سعد: فتنة فلا تهيجوها، فانصرفوا عنه.
قال: هكذا ذكروا مجئ الأسد إلى المصرع في كتب جمع من أصحاب المقاتل.
وفي المنتخب: لما قتل الحسين عليه السلام، أراد القوم أن يوطئوه الخيل، فقالت فضة (1)