التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٠٣
وتكلم بعد ذلك زعيم آخر هو رفاعة بن شداد، فأثنى على ما جاء في خطبة المسيب وأوصى باتخاذ سليمان بن صرد زعيما للحركة، مؤكدا في الوقت نفسه على الموضوع الرئيسي للاجتماع وهو التكفير عن الذنب إذ قال:
(أما بعد فان الله قد هداك لأصوب القول ودعوت إلى أرشد الأمور والى جهاد الفاسقين والى التوبة من الذنب العظيم، فمسموع منك، مستجاب لك، مقبول قولك. قلت ولوا رجلا منكم تفزعون اليه وتحفون برايته وذلك رأي قد رأينا مثل الذي رأيت، فان تكن أنت الرجل عندنا مرضيا وفينا منتصحا وفي جماعتنا محبا وان رأيت ورأى أصحابنا ذلك ولينا هذا الامر شيخ الشيعة صاحب رسول الله وذا السابقة والقدم سليمان بن صرد المحمود في بأسه ودينه والموثوق بحزمه أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم) (1).
وتعاقب على الكلام عبد الله بن وال وعبد الله بن سعد فأيدا اقتراح رفاعة بتأمير سليمان الذي فاز بزعامة الحركة من منافسة المسيب الذي بدا كأبرز المجتمعين في المؤتمر وظهر ميله إلى تزعم الحركة حين كان الوحيد بين الخطباء الذي أغفل اسم سليمان بشأن الزعامة.
وتكلم سليمان بن صرد وكان قد أصبح زعيما

(1) الطبري: 7 / 48.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 109 ... » »»