التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ٩٠
فأدى ذلك إلى نشوب أزمة سياسية عنيفة في دمشق واجهت النظام الأموي وكادت ان تقضي عليه (1). وتفاقم التطاحن بين القبائل حتى بلغ مرحلة من الخطورة بعيدة (2) فقد أيدت القبائل القيسية بزعامة الضحاك بن قيس الفهري وزفر بن الحارث الكلابي ابن الزبير، بينما أيدت القبائل اليمانية بزعامة حسان بن بحدل الكلبي (3)، مروان بن الحكم الذي طرح نفسه كمرشح للخلافة والتف حوله المؤيدون لبني أمية وبايعوه (4) في مؤتمر الجابية سنة 64 هجري / 684 م الذي عالج مسألة الخلافة والانقسامات في البيت الأموي. وكان هذا المؤتمر خطوة أولى ومهمة لاجتياز المحنة وخروج الخلافة من مأزقها. ثم كانت الخطوة الثانية والحاسمة عندما التقت جيوش المتنافسين في مرج راهط في معركة طاحنة انتهت بانتصار مروان وحلفائه من القبائل اليمانية، وهزيمة قاسية للقبائل القيسية، حلفاء ابن الزبير، ومقتل زعيمها الضحاك وثلاثة من أبناء زفر بن الحارث (5).

(1) فلهوزن: تاريخ الدولة العربية 166 (2) بيضون - زكار: تاريخ العرب السياسي 139.
(3) فلهوزن: تاريخ الدولة العربية 175.
(4) تاريخ خليفة: 1 / 326.
(5) تاريخ خليفة: 1 / 326.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 94 95 96 97 ... » »»