السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي على غرار ما ظهر قبل ذلك في ثورة الحسين أو ما ظهر فيما بعد من ملامح في حركة المختار الثقفي. وكان أول المتكلمين في الاجتماع المسيب بن نجبه الذي قال: (اما بعد، فانا قد ابتلينا بطول العمر والتعرض لأنواع الفتن فنرغب إلى ربنا الا يجعلنا ممن يقول له غدا أو لم نعمركم يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فان أمير المؤمنين قال العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة. وليس فينا رجل الا وقد بلغه. وقد كنا مغرمين بتزكية أنفسنا وتقريظ شيعتنا حتى بلا الله أخيارنا فوجدنا كاذبين في موطنين من مواطن ابن بنت نبينا. وقد بلغتنا كتبه، وقدمت علينا رسله، واعذر الينا يسألنا نصره عودا وبدءا، وعلانية وسرا.
فبخلنا عنه بأنفسنا حتى قتل إلى جانبنا، لا نحن نصرناه بأيدينا، ولا جادلنا عنه بألسنتنا، ولا قويناه بأموالنا، ولا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا فيما عذرنا إلى ربنا وعند لقاء نبينا صلى الله عليه وسلم وقد قتل فينا ولده وحبيبه وذريته ونسله؟
لا والله لا عذر دون ان تقتلوا قاتله والموالين عليه، أو تقتلوا في طلب ذلك فعسى ربنا أن يرضى عنا عند ذلك وما أنا بعد لقائه لعقوبته بآمن) (1). ثم أنهى كلامه بتشديده على توحيد الصفوف ودعوة رفاقه إلى انتخاب رئيس يفزعون اليه ويأخذون برأيه (2).