التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ٩٧
المتجانس والرأي الموحد. فالتركيب البشري والسياسي للمدينة كانت تتوزعه ثلاث قوى رئيسية:
1 - أنصار الثورة الذين يشددون على اتخاذ موقف سريع وحاسم.
2 - أنصار الثورة غير الايجابيين، وهؤلاء برغم حقدهم على النظام الأموي، فان موقفهم كان مترددا وتعوزه الجدية.
3 - أنصار السلطة القائمة، الذين كانوا على استعداد للتعاون مع أي شكل من أشكال النظام السياسي في حدود حرصه على مصالحهم وحمايته لها، وكان هؤلاء يمثلون طبقة أرستقراطية لها نفوذها التقليدي ومصالحها الخاصة وهم أساسا من كبار رؤساء القبائل أو الاشراف كما كانوا يعرفون.
تلك هي التركيبة البشرية والسياسية للمجتمع الكوفي كما كانت تبدو في أعقاب عودة ابن زياد وجنده من معسكره في النخيلة (1) بعد ارتكابه المجزرة، وكان ذلك مأساويا بكل ما تعنيه هذه الكلمة، ومشهدا مؤثرا لم تستطع جماعة الحسين التي كان مقدرا لها أن تشارك في ثورته، تحمله أو السكوت عنه، ولذلك كان لا بد من التحرك والانتقام.

(1) الطبري: 7 / 47.
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»