هو نفسه الذي أعده علي قبل اغتياله للزحف به إلى الشام. ولعل بعض المؤرخين قد خلطوا بين ما أشاروا اليه من تردد الحسن في مجابهة هذه المشكلة وبين حذره الذي غلب على تصرفاته. فالتردد شئ والحذر شئ آخر. وهذا الموقف كان نابعا في المقام الأول من عدم ثقته بالزمرة السياسية التي حاطت به وكان لا بد من الاعتماد عليها في مطلق الأحوال (1). فهي مركز الثقل في الكوفة بما تمتلكه من رجال وأموال، وهي في الواقع تقرر الموقف الذي تريد (2) على ضوء ما تراه منسجما مع مصالحها وامتيازاتها في المدينة.
فالحسن كما نعرف عاش عن كثب تجربة الحرب في صفين وما صاحبها من مؤامرات، وخبر جيدا أساليب معاوية في امتلاك قلوب هذا النوع من الرجال (3) الذي كانت مصالحه فوق المبادئ وفوق المثل. ولم يكن